الأمن القومى المصرى والامتداد الاقليمى وعلاقة مصر بمحيطها
مذكرات مراسل صحفى..الحلقة الخامسة
بداية التدخل الاجنبى..استيلاء الثوار على بنغازى
وشهدت الاراضى الليبية خصوصا مدينة بنغازى تدهور كبير على مستوى الوضع الامنى على مدى ثلاثة أيام عقب أحداث ١٧ فبراير ٢٠١١ ، وأصبحت المدينة أيقونة الثورة الليبية ، وبدأ توافد ما اطلق عليهم فيما بعد النشطاء إلى المدينة من كل بقاع العالم ، وكان من بينهم من هم يؤيدون الثورة الليبية ومنهم من لهم مآرب وأهداف أخرى تختص بها اجندات دول وأجهزة مخابرات عدوة وصديقة لمتابعة الوضع على الأرض وجمع المعلومات بالإضافة إلى توافد الصحفيين العرب والأجانب لمتابعة تطورات الموقف، وقد حاول أهالي بنغازى اقتحام المبنيين الامنيين للسلطة الليبية ورمز الدولة، لكن كتائب القذافى ورجال أمنه ردوا بعنف وأراقوا دماء العشرات من المواطنين ، إلى ان قام رجل يدعى المهدى زيو يبلغ من العمر ٥٢ عاما بالاقتحام بسيارته مزودا إياها باسطوانتى غاز وبعض المتفجرات المحلية الصنع وقام بتفجير نفسه فى باب كتيبة الفضيل بوعمر ليدخلها شباب المدينة ويسيطروا عليها بعد ساعات من فرار الساعدى نجل القذافى ورئيس مخابراته عبدالله السنوسى من المدينة.
ولم تمض ساعات حتى سقطت بنغازي بأيدي الثوار، وتلتها مدن الشرق الليبى بالكامل الواحدة تلو الأخرى، طبرق، البيضاء، شحات، درنة وغيرها، كما زحف الثوار غربا باتجاه اجدابيا ومصراتة وسرت مشجعين أهل المدن الغربية على الانتفاضة بوجه نظام القذافى.
أمام هذا الواقع، الصعب على الجميع وعقب استيعاب الصدمة وتردداتها رد القذافى بدموية بشعة لا مثيل لها فى التاريخ الحديث مطلقا العنان لما يسمى بـ كتائب القذافى، والتى حلت محل الجيش الليبى بعد ان دمره وأنهكه بالحروب وألغى دوره، فوجد الشعب الليبى نفسه بمواجهة ميليشيات مسلحة على أعلى مستوى، تفهم الوطنية على انها حماية النظام ولا تتردد فى القتل والتدمير برا وجوا وبحرا، ولاوجود لجيش وطنى حقيقى يدافع عن البشر والحجر، وبدأ الاعداد للمرحلة الانتقالية
وبالمقابل، نظم الثوار أنفسهم بتشكيل ائتلاف سمى بـ إئتلاف ١٧ فبراير انبثق عنه لاحقا مجلس وطنى إنتقالى يضم ممثلين من مختلف المدن ومجلس تنفيذى يضم ١٤ عضوا سوف يقومون بمهام الوزراء وسارع عدد من الدول التى هالتها مجازر النظام الليبى الى الاعتراف به كممثل شرعى عن الشعب الليبى ثم أعلن عدد منها ان المجلس الممثل الشرعى الوحيد للشعب الليبى، خاصة انه منذ الأيام الأولى للثورة شهدت ليبيا انشقاق عدد كبير من السفراء والضباط ورموز النظام عنه أبرزهم قائد القوات الخاصة عبدالفتاح يونس ، وهو ما عزز فكرة فقدان نظام القذافى شرعيته وضرورة رحيله، بداية التدخل الدولى
وأمام التفوق العسكرى الكبير لكتائب القذافى وقتلها الآلاف فى عملية الرد على الثورة والمظاهرات الليبية، وتحركت الجامعة العربية فى موقف جديد وغريب على الجامعة العربية فى تاريخها ومازال يثير اللغط حتى الان ودعت المجتمع الدولى الى اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين، وقررت كل من فرنسا وبريطانيا تشكيل حلف لدعم الثوار وسرعان ما أيدتها الولايات المتحدة، بدء صراع دولى جديد لأجهزة مخابرات الفراخ وبدأت مرحلة جديدة من الصراع فتحت أبواب صعب المضى فيها حتى لحظة كتابة هذه الكلمات ، سوف اتناولها بكل تفاصيلها منذ بدايتها.
والى اللقاء حلقة قادمة هى السادسة بعنوان أبواب جهنم بداية الرحلة